روائع مختارة | قطوف إيمانية | الرقائق (قوت القلوب) | التشويق إلى.. الحج

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الرقائق (قوت القلوب) > التشويق إلى.. الحج


  التشويق إلى.. الحج
     عدد مرات المشاهدة: 5186        عدد مرات الإرسال: 0

الحج فرض الله تعالى على عِباده الحج إلى بيته العتيق في العمر مرة واحدة، وجعله أحد أركان الإسلام الخمسة. والحج يهدم ما كان قبله؛ فعن عمرو بن العاص- رضي الله عنه- قال:

"لما جعل الله الإسلام في قلبي، أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يدك فلأبايعك. فبسط، فقبضتُ يدي. فقال: ما لك يا عمرو؟ قلت: أشترط. قال: تشترط ماذا؟ قلت: أن يُغفر لي. قال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟"[1].

والحج من أفضل أعمال البر؛ فعن أبي هريرة قال: "سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: إيمانٌ بالله ورسوله. قيل: ثم ماذا؟ قال: جهاد في سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور"[2].

قال أبو الشعثاء: (نظرت في أعمال البر، فإذا الصلاة تجهد البدن، والصوم كذلك، والصدقة تجهدُ المال، والحجُّ يجهدهما).

والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة؛ فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"[3].

والحج المبرور: هو الذي لا يخالطه إثم. وقيل: المتقبل. وقيل: الذي لا رياء فيه ولا سمعة، ولا رفث ولا فسوق. وقيل: علامة برِّ الحج أن تزداد بعده خيرًا، ولا يعاود المعاصي بعد رجوعه.

وعن الحسن البصري قال: (الحج المبرور أن يرجع زاهدًا في الدنيا، راغبًا في الآخرة).

الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب؛ فعن جابر- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أديموا الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد"[4].

وعن ابن مسعود- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة"[5].

ونفقة الحج لها فضل عظيم؛ فعن بريدة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف"[6].

والحاج في ذمة الله وحفظه؛ فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة في ضمان الله عز وجل: رجل خرج إلى مسجد من مساجد الله، ورجل خرج غازيًا في سبيل الله، ورجل خرج حاجًّا"[7].

هذه الهبات العظيمة تجعل الإنسان دائم الشوق إلى الحج. .

إليك إلهي قـد أتيـتُ ملبيًا *** فبارك إلهي حجتـي ودعائيـا

قصدتك مضطرًّا وجئتك باكيًا *** وحاشاك ربي أن ترد بكائيـا

كفاني فخـرًا أنني لك عابـد *** فيا فرحتي إن صرتُ عبدًا مواليا

أتيتُ بلا زاد وجودك مطمعي *** وما خاب من يهفو لجودك ساعيا

إليك إلهي قد حضـرتُ مُؤمّلًا *** خلاصَ فؤادي من ذنـوبي ملبيًا

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

[1] رواه مسلم.
[2] متفق عليه.
[3] متفق عليه.
[4] رواه الطبراني والدارقطني، وصححه الألباني.
[5] أحمد والترمذي، وصححه الألباني.
[6] أحمد والبيهقي، وصححه السيوطي.
[7] رواه أبو نعيم، وصححه الألباني.

الكاتب: د. محمد العريفي

المصدر: المصدر: موقع الشيخ الدكتور محمد العريفي